معجم المصطلحات الكبير
حَيْصَنة
أسماء العلوم

علم حديث يهدف إلى دراسة بعض العمليات الحِياوية من أجل تطبيقها في العمليات الصناعية والتِّبانية. يُشير مصطلح الحيصنة أحيانا إلى استبدال بعض الأعضاء للكائن الحي بمكوّنات أخرى اصطناعية، لاستعادة جزء من الوظائف المفقودة. تُعتبر الحيصنة فرعا من التِّبانة engineering حيث تقوم فكرتها الأساسية على محاكاة الطبيعة وتقليدها، وأنّه يمكن الاستفادة ممّا خلقه الله تعالى في الكائنات الحيّة من تصاميم، وعمليات، وقوانين حِياوية، لتصميم أنظمة بشرية، فقد أثبتت هذه التصاميم الطبيعية التي أوجدها اللطيف الخبير جدارتها العملية منذ أبلاف السنين على سطح الأرض. يقول «تون بيجيس» في هذا الشأن: «القَشاري، والطحالب، والأشجار في كثير من الأحيان تنتج موادّ أفضل ممّا نحن قادرون على إنتاجه، لهذا السبب نحن بحاجة إلى أن نتعلّم من الطبيعة».

تعليق

الحَيْصنة كلمة منحوتة من حِياوة وصِناعة.

تُعرّف الحَيْصنة أيضا بأنّها العلم الذي يقوم على استغلال نتائج التكيّف الحِياوي. وهذا تعريف نابع من الفكر الوضعي الغربي، الذي ينكر الوعي في الخلق، فالإنسان الوضعي الغربي يُعاني من أزْمَة منهجية في الفكر، فهو من ناحية ينكر أي فعل للغيب في الطبيعة، وفي الوقت نفسه يُقرّ من طرف خفي بوجود تصميم واعٍ في الكائنات الحيّة، يقول الطبيب النمساوي هانز فون بروكه Von Bruecke: «الغائية سيّدة لا يقدر أي عالم حِياوي أن يحيا من دونها، ومع ذلك، فهو يخجل أن يظهر بصحبتها أمام الناس». فالإنسان الغربي يعيش في تناقض منهجي مريع، فهو يتردّد بين لاهوتين متطرّفين، اللاهوت الديني المسيحي واللاهوت الأرضي الذي ظهر كنقيض له حين لم يستطع اللاهوت المسيحي الترقّي مع العقل الأوروبي منذ عصر التنوير، واكتشف الأوروبي أنّه أكثر تطوّرا من ذلك البشر الإله، فتجاوزه، واكتشف أنّ مدينة العلم في الأرض أرقى بكثير من مدينة المسيح.

اللاهوت الديني المسيحي لا يتصوّر الوجود وحركته إلاّ في إطار جبرية غيبية مطلقة، حيث يُماثل العبودية لله بالعبودية البشرية، ولا يميّز بين علاقة الله بالإنسان وبين موروث آلهة الألمب. ثمّ اللاهوت الأرضي الذي يرى أنّ العالم وحركته يُحكمان بجبرية مطلقة من القوانين الطبيعية، وأنّ العالم خالٍ تماما من الغائية، يقول و. أ. ب. بيفردج: «يرى بعض المدقّقين المتطرّفين أنّ العلماء يجب أن يتساءلوا عن (الكيفية) لا عن (السبب)، فهم يرون أنّ السؤال عن (السبب) يعني أنّ هناك غرضا عاقلا وراء تصميم الأشياء، وأنّ عوامل فوق طبيعية توجّه الأفعال نحو غايات معيّنة. وهذه هي وجهة النظر الغائية teleological وهي وجهة نظر يرفضها العلم الحالي، الذي يجاهد في فهم طريقة عمل جميع الظواهر الطبيعية... في علوم الأحياء هناك ما يبرّر السؤال عن السبب، لأنّ جميع الوقائع لها أسباب، ولأنّ تراكيب الكائن العضوي وتفاعلاته تحقّق عادة وظيفة لها قيمتها بالنسبة إلى بقائه، وبهذا المعنى يكون لها غرض».

يعيش الإنسان الغربي في حياته الاجتماعية تناقضا أيضا، فالوضعية المادّية تعتبر التنوّع الحِياوي في الطبيعة ناتج عن عمليات التكيّف، والإنسان ما هو إلاّ حصيلة تطورات كثيرة حدثت للكائنات الحيّة التي سبقته في الظهور على كوكب الأرض، فالأخلاق ليس لها أي قيمة في ذاتها فهي نتاج مؤثّرات المجتمع والبيئة على الفرد، وعلى ذلك يصبح الوضعي الذي يؤمن بنظرية التطوّر انتقائيا وتوفيقيا حينما يشجب الصراع في المجتمع، ويطالبه بالتحلّي بالأخلاق والفضيلة، لأنّ الوضعيين الذين قبِلوا بفلسفة العلوم الطبيعية، رفضوا في الوقت نفسه نتائجها المادّية في المجتمع والتاريخ والأخلاق، وهذه هي الوضعية الانتقائية. اُنظر مصطلح: إسلامية المعرفة.

لغة كلزية

bionics
لغة فرنسية

bionique
مراجع

  • مصادر الأفكار المبتكرة : دليل المبدعين لمنابع الأفكار القوية. سائر بصمه جي. دار الكتب العلمية، 2016م. بيروت، لبنان.
  • فن البحث العلمي. تأليف: و. أ. ب. بفردج. ترجمة: زكريا فهمي. دار إقرأ، 1406، 1986م. بيروت، لبنان.

أول ساق حَيْصنية في العالم يُتحكّم فيها عن طريق العصب في شيكاغو، في 4 نوفمبر 2012. وَفقا لمعهد إعادة التأهيل في شيكاغو، عمل مركزهم للطب الحياوي على تطوير صِنْعة (تقنية) تسمح لمبتوري الأطراف بتحكم أفضل في أطرافهم الصناعية من خلال أفكارهم الخاصة. تصوير: John Gress، رويترز. مصدر الصورة: Avaxnews

حاتِل بحركات تشبه حركات الكلاب، يمشي بجوار كلب في ساحة الكاتدرائية في إرفورت، ألمانيا في 20 أبريل 2021. من صنع Ciborius مؤسسة تقدم الخدمات في مجال الأمن، وهذا الحاتل المزوّد بالذكاء الاصطناعي، يمتلك جادا عاليا في التصوير بزاوية 360 درجة، وضوء LED فائق السطوع، ونظام للكشف عن الضوء. تصوير: Michael Reichel/ dpa. مصدر الصورة: Avaxnews