تُولُونْد tollund موقع إساني يقع في منطقة غوتلندا بالدانمارك، حيث عثر فيه المنجميون الذين يستخرجون الفُحام في عمق قاسين ونصف القاس على جثّة رجل في حالة حفظ جيدة في مستنقع بالقرب من بيلدسكوفدال Bjældskovdal، وهي منطقة تقع على بعد 10 إقاسات غرب سيلكبورغ. كان ذلك في يوم 8 ماي 1950م، حيث اعتقد المنجميون أنّهم عثروا على ضحية لجريمة قتل، لذلك قاموا بإبلاغ الشرطة، إلاّ أنّ الشرطة حال وصولها إلى الموقع أدركت أنّ الأمر يتعلّق باكتشاف إساني (أركيولوجي)، لا سيّما أنّه لا توجد دلائل على وجود حفر في الموقع. كانت الجثّة في وضع القرفصاء وعلى الرأس قبّعة من الجلد، وكانت آثار الشنق بادية من خلال وجود حبل من الجلد يطوّق الرقبة. وقد عُثر على حالات مماثلة في المنطقة حيث جرى إعدام أصحابها ثمّ الرمي بهم في شقوق ومهاوى مناجم الفُحام، وهذا ما أبقى على الجثث في حالة جيّدة، أمّا في حالة هذه الجثّة فقد أظهرت فحوص الطب الشرعي، أنّ أحداث إعدام هذا الرجل قد جرت ما بين الفترة من 200 سنة قبل الميلاد إلى 300 سنة بعد الميلاد، وأنّه كان في وضع النوم، ومن المحتمل جدّا أنّ أحدهم قد أغلق عينيه وفمه. لا يعرف سبب لقتله، فهل كان ذلك عقابا له على جرم قد اقترفه، أمّ أنّه جُعِل قربانا وقدّم للآلهة؟ تكوّنت وجبته الأخيرة من عصيدة مصنوعة من الحبوب، ويكون هذا في العادة خلال فصل الشتاء عندما ينفد مخزون اللحم وكلّ شيء تقريبا. ذكر الكاتب الروماني كورنيليوس تاسيتوس Cornelius Tacitus الذي كتب روايات رواها التجار الذين زاروا شمال أوروبا، أنّ شعوب تلك المناطق كانوا يشنقون الخونة بتعليقهم على الأشجار، كما أنّ المجرمين والزناة يغرقونهم في الوحل اللزج تحت ضغط كتلة ضخمة، كما ذكر أيضا أنّ السمنون Semnones وهي قبيلة جرمانية، استقرت في شمال ألمانيا، كانوا يضحّون بالبشر.