عناصر الخبر هي مجموع الخصائص التي تميز الخبر عن غيره من الأنواع الصحافية المختلفة، ولا يوجد اتفاق عام وجامع حول عددها أو ماهيتها، ويعود ذلك في أساسه إلى الاختلافات الذِّهْنيائية (الإيديولوجية) التي تميز المدارس الصحافية المختلفة، وكذلك نظرة الجرائد المختلفة وغيرها من وسائل الإعلام إلى مفهوم الخبر، حيث ترى كل جريدة وكل وسيلة إعلامية الخبر من زاوية معيّنة، ويمكن حصر هذه العناصر في:
1- الجِدّة newness أو الحالية freshness أو الآنية أو الفورية، وهي أن يكون الخبر مُواقِتا للأحداث ومواكبا لها لحظة بلحظة، فالخبر هو أسرع الأنواع الصحافية المعرّضة للفساد والتلف، فبمجرّد مرور ساعات قليلة على نشره يُصبح شاعة، كما يفقد قيمته أيضا بالنسبة لجريدة ما إذا سبقتها جريدة أخرى إلى نشره، فالخبر في الجريدة اليومية لا تتعدّى أهمّيته 24 ساعة، أمّا في الإذاعة التي تبثّ نشرة إخبارية كلّ ساعة، فتقِلّ عن هذه الفترة التي يُعدّ فيها الخبر آنيا، أمّا بالنسبة لوكالات الأنباء، فالساعات بل الدقائق تتّسم بالأهمّية القصوى. وترى «كارول ريتش» أنّ الفورية تجيب عن سؤال هام جدّا للقارئ هو: ماذا يخبرني هذا الآن؟ فالخبر هو ميقات اللحظة التي نعيشها الآن.
2- الصراع conflict، المراد به تلك الأخبار التي تعالج مواضيع الحروب والثورات والانقلابات، ومثلها أيضا أخبار الصراع السياسي والنقابي، فالخبر الصحافي لا بدّ أن يشبع رغبة القارئ في معرفة هذ الجانب الاستعباري (الدرامي) من الحياة.
3- التوقيت timeliness،
4- التشويق.
5- الضخامة.
6- الفائدة أو المصلحة الشخصية أو العامّة، personal or puplical benefit، يرتبط عنصر الفائدة بمدى ما يعرضه الخبر من معلومات أو بيانات متعلّقة بمصالح شريحة كبيرة من المجتمع، سواء كانت هذه المصالح سياسية أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية، وبغض النظر عن كونها في صالح الناس أو ضدّهم، فخبر يتضمّن زيادة مالية في الأجور يأخذ العلوان الرئيس في الصفحة الأولى من الجريدة، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث أيضا في حالة خبر يتضمّن زيادة في الضرائب، فكلّما كانت الفائدة أو الخسارة التي وراء الخبر تهمّ عددا كبيرا من الناس، ارتفعت قيمة الخبر وازدادت الرغبة في نشر تفاصيله والاهتمام بإظهاره.
7- المنافسة competition, contest، وتتحقّق من خلال نشر أخبار المسابقات والمباريات الرياضية وغيرها.
8- التوقّع أو النتائج consequences، أي احتمالات تطوّر الخبر في المستقبل وما ينتج عنه من تأثيرات، حيث يأخذ الخبر بعضا من أهمّيته ممّا ينتج عنه من احتمالات أو إيحاءات لدى الشخص المتابع له، وما يطرحه من تساؤلات في ذهنه عن نتائج هذا الخبر وعواقبه، سواء على الشخص المتابع للخبر أو على المجتمع الذي يعيش فيه، أو الوطن الذي ينتمي إليه، من أجل ذلك يجتهد الصحافيون في نشر التوقعات المحتملة لبعض الأحداث ذات الأهمية الكبيرة، كإصابة رئيس دولة ما بجلطة دماغية، وما يتبع ذلك من احتمالات لحدوث الصراع على السلطة من الأحزاب السياسية.
9- الغرابة.
10- الطرافة.
11- الشهرة prominence، عنصر يدفع الوسيلة البلغية لنشر الخبر على أساس أنّ الأسماء المشهورة تصنع الأخبار، فالغالب على الناس أنّهم يرغبون في معرفة كلّ شيء عن المشاهير، ونجوم المجتمع والمخالة، والرياضيين، والمخترعين، وغيرهم، وكلّما زادت شهرة الشخص الذي يتناوله الخبر زادت معها أهمّية الخبر.
12- الاهتمامات الإنسانية human interest، وهي ما يُحرّك العواطف الإنسانية عند الشخص ويثيره، سواء بالعطف والمحبّة والشفقة أو بالخوف والكره، فعندما تنشر صحيفة خبرا متعلقا بتردّي الأوضاع المعيشية في ملجأ للأيتام أو كبار السنّ، فإنّ هذا يثير عواطف القرّاء ومشاعرهم نحو هؤلاء الضعفاء من الأيتام والعجزة.
13- الأهمية.
14- الإثارة.
وتجدر الإشار إلى أنّ أكثر الذين كتبوا عن عناصر الخبر في المكتبة العربية يعتبرون أنّ سياسة الجريدة عنصرا من عناصر الخبر، وذلك على أساس أنّه قد يوجد خبر يتضمّن جميع عناصر الخبر أو عددا كبيرا منها، ولكنّه لا يُنشر في جريدة معيّنة، لأنّه يتعارض مع سياستها، وعلى هذا الأساس أيضا يمكن اعتبار الرقابة الحكومية عنصرا من عناصر الخبر، فجودة الأخبار ونوعيتها تتحدّدان على نوعية الرقابة الحكومية ومقدار شدّة وطأتها. من المفروض أنّ السياسة الإعلامية للجريدة أو الوسيلة البلغية ليست عنصرا من عناصر الخبر، وإنّما هي شرط من شروط نشره أو صفة من صفاته، بمعنى أنّ امتناع جريدة ما عن نشر خبر معيّن لتعارضه مع سياستها لا ينفي عن الخبر صفة الخبرية، ولا يمنع الجرائد الأخرى من نشره. وهناك من يرى أيضا أنّ الدقّة والصحّة والموضوعية هي من عناصر الخبر، لكنّها هي أقرب إلى صفات الخبر من عناصره، لأنّ العنصر ركيزة أساسية في وجود الشيء، بينما قد تكون الصفة أو لا تكون، وأنّ التمييز بين عناصر الخبر وصفاته لا يُقلّل من أهمّية الصفات وإنّما يدخلها في تعريف الخبر، والواقع أنّ الدقة والصدق والموضوعية لا تُعدّ معيارا من معايير النشر، إنّما هي شروط أخلاقية ومهنية ينبغي أن يتحلّى بها الصحافي في نشر الأخبار، فالموضوعية هي أن تختفي ذاتية المحرّر وأهواء الجريدة وميولها عند كتابة الخبر، وأن يلتزم بالصدق في النقل والابتعاد عن التحريف والحذف والإضافة والتزريف، فالخبر الصادق الدقيق يجب ألاّ يتلوّن بذاتية الكاتب، وللجريدة الحقّ في التعليق على الخبر إذا شاءت وأن تبدي رأيها فيه بعد نشره بجواره أو تحته وليس في مضمونه، كما تستطيع ألاّ تنشره وتحجبه عن القرّاء. وتعني الدقّة في الخبر ضرورة أن يذكر الخبر الحقيقة كاملة للحدث، لأنّ عدم ذكر الحقيقة كاملة قد يأتي بنتيجة عكسية ويعتبر الخبر ناقصا إذا لم يكن دقيقا سواء أكان بقصد أم بغير قصد.