ترجمة لمصطلح شاع في الولايات المتّحدة، لا سيّما عقب نهاية الحرب الأممية الأولى، ويراد به الصِّحافة السَّخِيلية tabloid journalism أي التي قصرت جهودها على نشر أخبار الإثارة والجنس والعنف والجريمة والمال والفضائح، بالتزريف في صياغتها للأخبار، ونشر الصور غير اللائقة والقصص الخبرية الملفّقة، وهي صحافة رخيصة الثمن تبذل كلّ إمكانياتها من أجل جذب الجمهور وزيادة التوزيع والحصول على أكبر عدد من القرّاء، الذي يكون دافعا للحصول على عوائد إعلانية ضخمة، دون النظر لعائد بيع نسخ الجريدة نفسها، وقد اعتبر أصحابها أنّ الصحافة تجارة وليست رسالة، واستمرّ هذا النوع من الصحافة فترة طويلة إلى ما بعد الحرب الأممية الثانية. ويرجّح المؤرّخون أنّ مصطلح الصحافة الصفراء تمّ صكّه أوّل مرّة على يد «إرفين واردمان» Ervin Wardman وكان ذلك في جريدة «نيويورك برس» New york press التي صدرت في أواخر عام 1896م، كانت المنافسة بين الجرائد الأمريكية على أشدّها في هذه الفترة، وفرضت المنافسة بدورها اللجوء إلى معالجات صحافية تعتمد على الإثارة لجذب اهتمامات القرّاء، بل كان لقيام العديد من الجرائد الأمريكية بتركيب مطبعات ملوّنة في الفترة من 1892 إلى 1896م حافزا على استعمال الألوان، كما أنّ المنافسة بين جرائد «هيرست» William Randolph Hearst و«بوليتزر» Joseph Pulitzer أدّت إلى اللجوء إلى استعمال الألوان كوسيلة لتدعيم مواقفها التنافسية وكوسيلة للإثارة وجذب المزيد من القرّاء. ففي عام 1893م لجأت جريدة «نيويورك وورلد» في استعمال اللون الأصفر كلون منفصل في طبع قسم إضافي لجزء يوم الأحد، وتمّ توظيف اللون الأصفر في تلوين إحدى الشخصيات الرِّسْتامية تمثّل صبيا متشرّدا، أُطلق عليه اسم «الولد الأصفر» The yellow kid ومن هنا جاءت تسمية الصحافة الصفراء، وعندما رأى «هيرست» تفوّق «بوليتزر» وجريدته «الورلد» في ابتكار شخصية «الولد الأصفر» استطاع أن يقنع «ريتشارد فيلتون أوتكول» Richard Felton Outcault الذي كان يرسم هذه الشخصية بترك جريدة «الورلد» لينضمّ إلى «نيويورك جورنال» وهو ما وُصف بأنّه أعظم انقلاب صحافي في تلك الفترة.
ويقول الربيز: محمد الباز، إنّ هذه الصحافة الجديدة أو الصفراء أنتجت في الغرب ثلاثة أنواع من الصِّحافة هي: أولا، الصحافة المدنية أو الشعبية، وفيه تقوم الصحافة بحلّ المشكلات الواقعية على أرض الواقع، وهو الاتجاه الذي وُصف بصحافة الفعل أو الحدث، والذي ميّز بعد ذلك الصحافة التي عرفت باسم «صحافة النشطاء» التي اعتبرت مدرسة جديدة في مجال الصحافة السياسية وهو التيّار الذي عاد بقوّة في أواخر تسعينيات القرن العشرين بعد ظهور الصحافة الشعبية التي حدّدت وظيفتها بحل المشكلات المادّية الملموسة وليس مجرّد البحث عن الحقيقة المجرّدة. ثانيا، صحافة التنمية، والتي شكّلت تيارا صحافيا يؤمن بأنّ الحيوية الفكرية والشعبية الجماهيرية اللتين تمتلكهما الصحافة الجديدة القادرة على طرح كلّ القضايا مهما كانت شائكة أو حرجة، هما أداتان فعّالتان في بناء المجتمع الحديث. ثالثا، الصحافة الشُّرَطِية أو صحافة حلّ ألغاز الجرائم، التي لم تقتصر على السعي المحموم لحلّ ألغاز الجرائم فحسب، بل امتدّت لتشمل حلّ المشكلات المزمنة والطارئة التي تستعصي على الوسائل التقليدية، فالمجرمون يبتكرون وسائل جديدة يواجهون بها وسائل تقليدية عند الشرطة في مكافحة الجريمة، ومن هنا كان الدور الحيوي للصحافة التي تتجاوز هذه الوسائل التقليدية وتبتكر من الخطط والأساليب ما يمكن أن يتفوّق على دهاء المجرمين، وقد ورثت الصحافة الشرطية هذا الأسلوب غير التقليدي عن الصحافة الصفراء.