الاختلاف في حجم الحُباب من أعلى الطَّبَسة إلى أسفلها، أو في تعاقب الطبسات. بعبارة أخرى، هي تمايز الحُباب حسب الحجم في الرسابات الحُتاتية (حيث يكون ذلك عموما بسبب الترسّب السريع للحباب الكبير عندما يفقد تيّار النقل طاقته)، وكذلك في الدُّبَل المُهلية cumulats magmatiques. عادة ما ينتقل التدرّج من العناصر الغليظة عند قاعدة الطَبَسة lit إلى العناصر الدقيقة في الأعلى، مع سطح تمايز حادّ في قاعدة الطبَسة التالية. في الصخور ذات الحُباب الدقيق، يتحقّق التدرّج أحيانا من خلال التغيّر اللوني، الذي يكون عبر الانتقال من اللون الفاتح إلى الداكن. كما تُظهِر العُكارة في كثير من الأحيان بعضا من الفَرازة، حيث ينخفض حجم حباب الرُّسابة من الأسفل إلى الأعلى. ترجع هذه الظاهرة إلى حقيقة أن سرعة تيار التعكر courant de turbidité تتناسب طرديا مع الجذر التربيعي لكثافته الفعّالة densité effective، الجزء السفلي الأكثر حمولة يكون أسرع في النقل من الجزء العلوي.
الفَرازة الجانبية granoclassement latéral، هي الانخفاض التدريجي في حجم حباب الطبقة من رائسة amont تيّار النقل إلى خِتامته aval. الفرازة العَمَدية granoclassement vertical، هي انخفاض تدريجي في حجم الحُباب من قاعدة الطبقة إلى أعلاها، وتسمى أيضا بالفرازة الاعتيادية granoclassement normal، وتشكل هذه الفرازة معيارا للقطبية، حيث تستعمل هذه البِنية للاستدلال على الوضع الطبيعي للطبقة، وقد يكون التدرّج معكوسا، أي أنّ حجم الحُباب يزداد من الأسفل إلى الأعلى، وفي هذه الحال يشير إلى حدوث انقلاب في وضع الطبقة، ويعرف هذا التدرّج بالفرازة الاعتكاسية granoclassement inverse أو العكسية.
فرازة عَمَدية اعتيادية
تحدث الفرازة عندما تترسّب المحاشات المعلّقة في الماء، فالعناصر الغليظة هي التي تستقرّ في القعر أوّلا، ثمّ تليها بعد ذلك العناصر الدقيقة ثمّ الأدقّ. في المجموعات الحُتاتية يكون لكلّ نحيزة strate فرازتها الخاصّة، حيث يجري الأمر كما لو كانت الأرض ترسل إلى البحر بحمولات متتالية من المحاشات، فتترسّب كلّ حمولة في فترة زمنية كافية قبل وصول الحمولة التالية، تكون الفرازة أكثر انتظاما، بقدر ما يكون توضّع الموادّ قد حدث في مياه أكثر عمقا ورَهْوا. مثال ذلك، السَّتَلات الوَعَسية séries arénacées، فإنّنا نصادف، بوجه عام، في كل صَمْد banc، حُثّا غليظا في الأسفل، ودقيقا في الوسط وحُثّا غَضاريا أدقّ وأنعم في الذروة. أمّا الرسابات التي حدثت في المَحاطات البُحيرية أو البحرية التي تسيطر عليها التيّارات، فإنّ فرازتها العَمَدية تُضاف إليها فرازة أخرى جانبية، لأنّه كلّما أخذت المَحاشات مدّة أطول في الترسّب، انساقت بعيدا بالتيّارات.