لون باغة المعدن إذا كانت على شكل خُراشة أو حُكاكة، ويمكن الحصول عليها بواسطة خرش المعدن بحديدة ونحوها إذا كان رِخْوا، أو حكّه على سطح بَلاطة خزفية غير مُدَلَّصة، طالما أن صلابة الخزف أكبر من صلابة المعدن (تُساوي صلابة الخزف على مقياس الصلابة النسبي 6)، أمّا إذا كان صلبا فيمكن سحق جزء منه، ثمّ استعمال سُحاقته في الحكّ لتحديد لون الأثر. قد يتفاوت لون المعدن من عيّنة إلى أخرى، ويعود السبب في ذلك بشكل عام إلى وجود بعض العناصر النزيرة في المعدن أو إلى الاضطراب في الرِّشاء البلوري، إلاّ أنّ لون الباغة يبقى دائما ثابتا لا يتغيّر، فهي صُفَيحات دقيقة ترشّح الضوء، وتسمح بإزالة الألوان الظاهرة العَرَضية، وبالتالي فهو أداة تشخيصية مهمّة في تحديد المعادن، لا سيّما المعادن المُلوّنة، لكنّه أقلّ فائدة للمعادن الكوثبية، لأنّ معظمها لا يترك أي أثر بالحكّ.
تترك العديد من المعادن الفلزية أثرا داكن اللون، بينما تترك معظم المعادن غير الفلزّية أثرا أبيض أو شاحب اللون، حينما لا يترك حكّ المعدن على الخزف أي أثر ظاهر، يُقال عنه إنّه أمْهى incolore أو أبيض، فأثر الخُشاش fluorite أبيض دائما، بغض النظر عن لونه إن كان أصفر، أو أزرق، أو أخضر، أو أسود، ويكون لون الحَجَرْد hématite في العادة أرمد أو أسود، لكنّ خراشته تكون دائما باللون الأقهى المحمرّ، لذلك سُمّي بالحجرد والحجردم من حجر ودمّ، ومثله الفُداع goethite أسود اللون وخُراشته صفراء مُمغَّرة، كذلك الشَّبَهان، لونه أصفر ذهبي إلاّ أنّه يترك أثرا أسود. بالمقابل بعض المعادن تترك أثرا شبيها بلونها الطبيعي مثل اللازُوَرْد والزُّنْجُفْر والكبريت. كما أنّ لون الأثر يتغيّر لأقل تغيّر في التركيب الكيميائي للمعدن، لذا فمن العادة استعمال لون الأثر في تحديد التركيب الكيميائي لبعض المعادن، ومن أمثلة ذلك، الكَرْجس sphalérite الذي يعطي عندما يكون نقيا (جاكر) أثرا أصفر فاتح يتحوّل إلى أقهى (بُنّي) قاتم عند توافر الحديد فيه (جا،ح)كر، ونذكر أيضا القَنْسَب wolframite الذي يتراوح تركيبه بين قص.قس.ك4 المتميّز بلون أصفر داكن وبين التركيب ح.قس.ك4 الذي يترك أثرا بلون أسود. من أجل تعيين أثر صحيح للمعدن يُشترط استعمال العيّنات السليمة التي لم تتغمّل أو لم تتعرّض أسطحها الخارجية للتذرّب.