نوع من التعاون الحربي كان يتمّ قديما بين سَفِين مرتزق في البحر يسعى للكسب عن طريق السلب والنهب، ودولة أوروبية في حالة حرب، حيث تُعطي هذه الدولة الحق والإذن للسفين بمهاجمة سفن العدو التجارية ونهبها أو الاستيلاء عليها من دون أن تعتبر ذلك قرصنة أو عملا إجراميا يُعاقب عليه القانون، وفي جميع الحروب حتى منتصف القرن التاسع عشر، عانت في ظلّها السفن التجارية التابعة للقوى المتحاربة من خسائر فادحة، وقد وُضع حدّ للسلهبة بموجب اتفاق دولي في إعلان باريس عام 1856م، ولم يعترض على ذلك سوى الولايات المتّحدة الأمريكية التي رفضت التوقيع على الإعلان. ونتيجة لذلك، أصيبت السفن التجارية الأمريكية بخسائر فادحة خلال الحرب الأهلية، وإلى غاية هذه المعاهدة، كانت السلهبة في الأساس عمل أفراد (قراصنة) يحملون مرسوما lettre de marque من حكومتهم يسمح لهم بحملات بحرية على سفن أعدائها التجارية لمدّة محدّدة. الفرق بين السلهبة والقرصنة، أنّ القرصنة نشاط دائم يُمارس في كلّ الأوقات حتّى في حالات السلم، ويوجّه ضد أي سفينة تكون في البحر، وهذان الأمران هما اللذان يميّزان القرصنة عن السلهبة، والواقع أنّ هذا الفرق لا يعدو أن يكون فرقا قانونيا، فالانتقال من القرصنة إلى السلهبة أو من هذه إلى الأخرى أمر في غاية السهولة وقد كان عامّا، فطالما حركت فرنسا وبريطانيا القراصنة ودفعتاهم على السفن الإسبانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، كما استعانت إسبانيا أكثر من مرّة بالقراصنة في مواجهة سفن هذين الدولتين. ومن بين السلاهِبة أو القراصنة المتميزين الأوروبيين فرانسيس دْراك Francis Drake الكلزي الذي طاف بحار العالم، وبول جونس Paul Jones الأمريكي الأسكتلندي الذي أصبح فيما بعد ضابطا بحريا نظاميا، وسلاهبة مدينتي سانت مالو Saint-Malo ودونكيرك Dunkerque مثل جين بارت Jean Bart، وهؤلاء فرنسيون، أمّا السُّفناء الأمريكيون فقد ساروا أشواطا بعيدة في القرصنة والسلهبة.

السَّلْهبة والسَّلْهَنَة كلمة عربية صحيحة من سلب ونهب، وهي مصلحة مشتركة قائمة بين دولة غربية في حرب، مع سفِين يسعى من أجل الربح، فكلّ سفينة تجارية من سفن العدو يُحاط بها فتؤسر أو تُغرَّق تعتبر هدفا تمّ تحقيقه للدولة المحاربة، أمّا للسفين أو السلهب فإنّ السفينة التي تغرّق تعتبر خيبة كبيرة لأنّه ليس أتعس شيء عنده من سفينة تغرق.