معجم المصطلحات الكبير
اِتّجاه
الإعلام والاتصال

في نظر النِّفْسياء الاجتماعية هو استعداد عقلي كامن، يتكوّن نتيجة تأثر الفرد بمثيرات مختلفة في مَحاطِه تجعله يتّخذ موقفا أو يحدّد استجابة معيّنة نحو شيء مادّي أو معنوي أو شخص أو فكرة تكون موضع خلاف بحسب قيمتها الخُلقية والاجتماعية. ويُعرّفه ميلتون روكيش Rokeach بأنّه: «تنظيم مكتسب أو مُتعلَّم، يتّسم بالاستمرار والتوافق حين تنسجم معتقدات الفرد مع موقفه من حادث أو فكرة أو نزعة يستجيب لها باستجابة خاصّة يفضّلها صاحب الاتجاه». تُكتسب الاتجاهات عن طريق التفاعل، وبالتنشئة الاجتماعية تُبنى الاستعدادات النفسية والانفعالات العميقة التي تترسّب في الوجدان مع العواطف، وللتعليم أهمّية كبيرة في تكوين الاتجاهات. يرى الربيز عبد المنعم الحفني أن الاتجاه هو ميل ثابت للتصرّف والاستجابة بطريقة معيّنة مع الناس والأشياء والمشاكل.. الخ. وقد تكون اتجاهات الأفراد إيجابية أو سلبية، وتكون مصادرها ثقافية أو أسرية أو شخصية بمعنى أنّنا نتبنّى الاتجاهات السائدة في ثقافتنا التي نترعرع فيها، وتنتقل نسبة منها من جيل إلى آخر داخل هيكل الأسرة، كما تنشأ بعض الاتجاهات من تجاربنا الخاصّة في مرحلة الرشد، ويتأثر الاتجاه بالدعاية وإيحاءات السلطة والمؤسّسات التربوية وعالم التجارة والمال.

تقاس الاتجاهات بمقاييس خاصّة طالما أنّها تختلف في الدرجة وتتمايز في النوع، وهناك مقاييس جماعية وأخرى فردية وثالثة جماهيرية. وقد اعتمد «كلينبيرغ» Klineberg على «نيوكومب» Newcomb «وهارتلي» Hartley وعلى «كراش» Krech «وكروتشفيلد» Crutchfield في تحديد خمسة أبعاد للاتجاه هي: (1) الإدارة، والمراد بها قبول شخص غريب في المجموعة أو رفضه، أو قبول التعليم المختلط بين الجنسين أو رفضه. (2) الدرجة، مدى الاتجاه. هل نعتقد أنه يجب أن يرتبط الطلاب بجميع مشكلات إدارة الجامعة أو القليل منها فقط؟ (3) الشدّة، وتشير إلى مدى أهمية الاتجاه بالنسبة للموضوع. يمكن للمدرّس أن يؤكّد بإخلاص أن تعليم الأطفال المعاقين مهمّة يمجدها، ومع ذلك ليس لديه الرغبة أو الشجاعة لمساعدة الفقراء. (4) الاتساق بين الاتجاهات والآراء وبين السلوك الفعلي، يمكن للمرء أن يدافع عن فوائد وجود مناخ ديمقراطي في المدرسة، ولكن في الوقت نفسه يكون متسلّطا في الفصول الدراسية الخاصّة. (5) الانبعاث، يشير إلى مدى تأثير الاتجاه على السلوك الفعلي للفرد.

مترادف

موْقِف

[يُعتبر هذا المصطلح في الكثير من المراجع العربية مترادفا للاتّجاه، إلاّ أنّ هناك اختلافا بينهما، فالموقف هو ما يؤثّر في الفرد في لحظة من مُنبّهات اجتماعية ومن علاقات تنظّم هذه المنبّهات، ويمكن الإشارة إلى أنّ الموقف هو أحد الدرجات المتفاوتة من تعقّد العوامل المؤثّرة في السلوك على اقتراح «انغلش» H.B. English، ويبدأ التدريج «بالمنبّه» وهو أبسط المؤثرات الخارجية في السلوك ثمّ «الشيء» ثمّ «المَحاط» milieu ثمّ «الموقف» ثمّ «البيئة» ثمّ «المجال»، ويترادف الموقف في الفرنسية والكلزية مع مصطلح situation. نجد مترادفا آخر له وهو circumstances في الكلزية، وفي الفرنسية circonstances بمعنى الظروف، وهي: مجموعة من المحفزات المتزامنة التي تثير معا استجابة. يجب تمييزها عن البيئة environnement «التي تتكون من كل هذه الظروف خلال فترة زمنية معينة». وهي أيضا: «العلاقة الملموسة الكلية للكائن الحي، كما هو في لحظة معينة، وفي بيئته. (لالند)»]

لغة كلزية

attitude

ترى المصادر الكلزية أنّ هذا المصطلح مأخوذ من الإيطالية عن طريق الفرنسية، وقد أخذته الإيطالية بدورها من اللاتينية ومعناه القدرة أو الأهلية، والظاهر أنّ الأمر خلاف ذلك، فحسب قواعد التأثيل في الاستفان يعود لفظ attitude إلى الكلمة العربية «التودّد» أي التحبّب واجتذاب الودّ.

لغة فرنسية

attitude
مراجع

  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.
  • موسوعة علم النفس والتحليل النفسي. الربيز عبد المنعم الحفني. الطبعة الرابعة 1994م، مطبعة مدبولي، مصر.
  • معجم العلوم الاجتماعية، إعداد نُخبة من الأساتذة المصريين والعرب المتخصّصين، تصدير ومراجعة الربيز: إبراهيم مدكور، الشعبة القومية للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو». الهيئة المصرية العامّة للكتاب. 1975م. مصر.
  • Le grand dictionnaire terminologique 2001, version 3.78 pour Windows Octobre 1999, CDROM-SNi. Office de la langue française. Québec. Canada

تُبنى الاستعدادات النفسية والانفعالات العميقة بالتنشئة الاجتماعية، التي تترسّب في الوجدان مع العواطف، كما أنّ للتعليم أهمّية كبيرة في تكوين الاتجاهات. تصوير: Natalia، مصدر الصورة: فليكر.