رِيزة محدّدة وثابتة، تؤخذ بالاصطلاح لاستعمالها في التحديد الكمّي لريزات أخرى لها البُعد نفسه، وبِعبارة أخرى هي ريزة تُختار بالاتفاق لتكون مرجعا في قياس ريزات أخرى لها الطبيعة نفسها. الرِّيزَة هي كلّ خَصِيصة لشيء طبيعي قابلة للقياس أو العدّ حيث يُمكن تمييزها كيفا وتعيينها كمّا، وتُمثَّل قِيَمُها المختلفة بأي عدد حقيقي أو مركّب، وتكون مصحوبة في العادة بوحدة قياس. فقياس أي ريزة يعني مقارنتها مع ريزة أخرى تؤخذ كمقياس، فإذا أردنا قياس طول شخص ما، فإنّنا نقوم خلال عملية القياس بمقارنة طوله مع طول وحدة القياس، وأنّ نتيجة القياس تبيّن كم مرّة يُساوي طول الشخص من هذه الوحدة، وعلى هذا الأساس أُتّخذت وحدات قياس لجميع المقادير الريزيائية الأساسية، وتُعْرف الريزة أيضا بالكِمِّية الريزيائية quantity، أمّا الوحدة فهي في مفهومها العام كلّ مِعيار تُقاس به أي كمّية أخرى من النوع نفسه.

اتّخذ المسلمون في أوّل أمرهم وحدات قياسية ثابتة للموازين والمكاييل والمقاييس، فوحدة الثقل كانت «الحبّة» وأرادوا بها في الأصل حبّة الشعير من حيث ثقلها، وبنوا عليها أوزانهم في ما فوقها، وقاموا بتجزئتها إلى ما دونها، وكان أكبر مقدار اصطلحوا عليه هو «الكُرّ» ومقداره 33325714 حبّة، وأصغر مقدار عندهم هو فيما دون الحبّة «الهباء» أي 1 من 1741824 من الحبّة. أمّا وحدة المقاييس فهي «الذراع» وأصلها ذراع اليد من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى، وذلك من مستوي الخِلقة، ووضعوا لوحدة المكاييل «المُدّ» وأصله ملء الراحتين مبسوطتين طعاما من معتدل الخلقة، وقد كان الاختلاف فاشيا في مقادير هذه الوحدات بين الأقطار الإسلامية إلى زمن الدولة العثمانية التي جعلت الوحدة للأوزان «الدرهم» وهو جزء من أربعمئة جزءٍ من «الأُقّة» وجعلوا تحت الدرهم «القيراط» والدرهم 16 قيراطا، والقيراط أربع قمحات، فالقمحة أو الحبّة أصغر مقدار في الوزن، وفي أواخر الدولة العثمانية مالت بهم الرغبة جميعا إلى استعمال الكيلو والغرام في الأوزان، وإلى المتر في المقاييس، وهو الاصطلاح الفرنسي الذي أصبح اصطلاحا عامّا في هذا العصر.

أمّا اليوم فيوجد نظامان لوحدات القياس، النظام القاسَوِي والنظام الكلزي المبني على الوحدات الأربعة قدم ورطل كلزي وثان fps وهو شائع في الولايات المتّحدة، على الرغم من أنّه لم يعد النظام المعتمد رسميا في بريطانيا وقلّما يُستعمل في المجالات العلمية، أمّا النظام القاسَوي فقد اُستعمل منذ زمن بعيد في العلوم بعد تطويره في فرنسا في القرن الثامن عشر الميلادي، وفي سنة 1960م تمّ تطوير هذا النظام وأصبح يُعرف بنظام الوحدات العالمي SI، ويحتوي على سبع وحدات أساسية، تُستعمل لتعريف ريزات أساسية base quantity وأخرى مشتقّة، فالرِّيزات الأساسية هي: الطول ووحدته القاس، والزمن ووحدته الثان، والكتلة ووحدتها الراز، والحُرورة ووحدتها الحَار، والتيّار الكهربي ووحدته التار، وكمّية المادة وحدتها الماد، وشدّة الإضاءة ووحدتها الشاد. ويشتمل هذا النظام على ثلاثة أنظمة أخرى:

(1) نظام الوحدات «قِراث» المبني على الوحدات الثلاثة: القاس والراز والثان والمستعمل عادة في القِينياء.

(2) نظام الوحدات «قِرْثات» المبني على الوحدات الأربعة: القاس والراز والثان والتار، والذي يستعمل في القينياء والكِهارة والنَّوْدلة التي هي المغناطيسية.

(3) نظام الوحدات الكامل والمبني على الوحدات السبعة الأساسية وهي: القاس، والراز، والثان، والتار، والحار، والماد، والشاد، ويُستعمل في شتّى المجالات العلمية، كما يُستعمل أيضا لتعريف ريزات أخرى مشتقّة.

تنقسم الريزات إلى نوعين، أساسية ومُشتقّة، ومن ثمّ فإنّ الوحدات التي تناظر هذه الريزات، تُسمّى أيضا وحدات أساسية ووحدات مشتقّة، فالريزة تُحدَّد بدلالة معيار، ويسعى العلماء بغرض التبسيط إلى التقليل من عدد الريزات الأساسية المحتملة لتتوافق مع الوصف الكامل للعالم الريزيائي، لذلك فإنّ لكلّ رِيزة وحدة مُشتقّة من الوحدات الأساسية، تتكوّن من حاصل ضرب أو قسمة وحدتين أو أكثر من الوحدات الأساسية، ولكي نعيّن الوحدات المشتقّة يجب العودة إلى تعريف الريزة المراد تعيين وحدتها، فالسرعة على سبيل المثال هي المعدّل الزمني الذي يقطع فيه جسم متحرّك مسافة ما، وتكون وحدة السرعة بذلك: القاس/ ثان، أمّا التسارع فهو معدّل تغيّر السرعة بالنسبة للزمن وتكون وحدته: القاس/ ثان مربّع، ويُطلق على وحدة القوّة في النظام القاسَوي «الطال» وهي القُوّة التي تسبّب تسارعا قدره قاس/ ثان مربع لكتلة راز واحد. أمّا وِحدة الطاقة فهي «الطاق» في النظام القاسَوي وهو الشغل المبذول عندما تتحرّك قوّة قدرها طال واحد مسافة قاس واحد في اتّجاه تأثيرها.

الوحدات الأساسية في النظام الدولي

الوحدات المُشتقّة الدولية