مقاومة المجتمع للأفكار المُستحدَثة أو المُبْتكَرة والنفور منها، ومقابلتها بالإهمال والصدّ والسخرية أحيانا، فالمجتمع يطمح إلى الاستقرار والثبات لنماذج التفكير والإدراك، ويطلب الخضوع للمعايير السائدة، سواء كانت معايير اجتماعية لتنظيم السلوك الاجتماعي أو العقلي أو الفنّي، بينما غالبا ما تتّجه الأفكار المُبتكَرة إلى هذه المعايير فتجري عليها التغيير والتعديل والتطوير. تتفاوت حدّة هذا الرفض بتفاوت الاتجاه الابتكاري أو الإبداعي ونوعيته، فعندما يكون الإبداع في مجال غير مشحون بالعواطف الاجتماعية أو المصلحة لا يكون الرفض حادّا، إلاّ أنّ جماعات التخصّص قد تشعر بالتهديد، فتعبِّر عن رفضها بأشكال متنوِّعة، أمّا إذا كان الإبداع يمسّ جوانب التفكير التي لها صلة باستقرار المنظمّات الاجتماعية والتقاليد والقيم الدينية وغيرها، فإنّ الرفض يكون حادّا ويمتدّ ليشمل الجميع ولا يقتصر على جماعات التخصّص، ولكلّ مجتمع أساليبه في الرفض ووضع القيود أمام الأفكار المُستحدَثة أو المُبْدَعة، فالناشر الذي يقرّر قبول كتاب ما أو رفضه ورؤساء التحرير والرقباء جميعهم يقومون أحيانا بتلك الوظيفة.

تجدر الإشارة إلى أنّ مُصطلح الرَّفْض الاجتماعي يُستعمل أيضا للدلالة به على الانتباذ أو النَّبْذ الاجتماعي، والذي يعني الاستبعاد المُتعمَّد لفرد ما من علاقة اجتماعية أو تفاعل لأسباب اجتماعية، ويُعرف في الفرنسية باسم ostracisme, rejet social وفي الكَلَزية social rejection.