مَرْمَك ثانوي secondary deposit يضمّ معادن نافعة يمكن استغلالها، ترسّبت مع الغِرْيَن في مسايل الأنهار والأودية، تتميّز هذه المعادن بالكثافة العالية ومقاومتها الشديدة للتغمّل أو التجوية، كجُذاذ الذهب واللجان، واللاق، والقَنْصر، والماس، واللَّعْل، والهُراب، والنُّفاج، والسحار، والحُتام، فالمعادن الثقيلة تتحرّك ببطء في الماء على العكس من حُباب المعادن الخفيفة والذي هو بالحجم نفسه، فالنهر يميل إلى فرز حمولته وفصلها، حيث يترسّب حباب المعادن الثقيلة أوّلا، لا سيّما داخل مُنعطفات النهر وفي المناطق القليلة الانحدار، بينما يُجرف الحباب الخفيف بعيدا ليترسّب حينما يفقد التيّار شدّته.
تتفكّك المعادن المقاومة كيميائيًا من العروق، ثمّ تتحرك هبوطا عن طريق تبدّد الكُتَل mass-wasting، وتتركز بتدفق المياه في مسايل الأنهار
تتعرّض الأجزاء الصخرية والمَرامِك الفلزّية المتكشّفة إلى عوامل التغمّل فينتج عنها تفتّت الصخور وتحلّل بعض مكوّناتها بالمياه المحمّلة بالكُثار أو ثنائي ذَرَب السُّخام أو الأملاح المذابة، فيتحوّل جزء منها إلى تربة، بينما تنفصل المعادن المقاومة للتجوية عن كتلتها الصخرية وتنفكّ بلوراتها، فتظلّ هذه الموادّ المتغمّلة في أماكنها وتُصَوّل بمياه الأمطار eluviation، أو تُجرف بواسطة المياه الجارية أو السيول إلى المناطق المنخفضة عن طريق الأودية أو الأنهار، وتترسّب بعد ذلك على ضفافها أو في بطائحها أو عند شاطئ البحر حيث يلقي النهر حمولته، ويُسمّى هذا المَرْمَك بالرَّغامة النهرية أو الغِرْينية. كما يُمكن أن تُحمل هذه المواد المتغمِّلة بواسطة الرياح، أو الجليد، فتُسمّى حينئذ بالرغامة السافِيائية أو الجليدية تبعا لعامل النقل.