معجم المصطلحات الكبير
لُوبي
العلوم السياسية

تحالف أفراد وجماعات تربطها فكرة أو مصلحة يسعى للتأثير في السياسة الأمريكية من أجل تحقيق مصلحة معيّنة، أو اتّجاه، أو تشريع، أو اتخاذ قرارات محدّدة، من خلال ممارسة الضغوط واستعمال الصلات الشخصية المباشرة، مع الشخصيات العامّة أو الموظفين الرسميين لا سيّما المشرّعين، وذلك للتأثير عليهم، أثناء ممارسة عملهم. مثل اللوبي الصهيوني، واللوبي الأرميني. تعرف الموسوعة البريطانية «اللوبي» بأنه: «مجموعة من العملاء النشطاء، الذين لهم مصالح خاصة، ويمارسون الضغوط على الموظفين الرسميين لا سيّما المشرّعين، وذلك للتأثير عليهم، أثناء ممارسة عملهم». أما الطبعة الدولية من قاموس «ويبستر»، فتذكر التعريف التالي: أشخاص يتردّدون على رَدَهات المجلس، أو أشخاص ليسوا أعضاء في المجلس التشريعي ولا يحملون صفة رسمية، أو يشغلون مناصب حكومية، يحاولون التأثير على المشتركين، أو الشخصيات العامة، من خلال الصلات الخاصة، وذلك بهدف تشريع معين، أو اتخاذ قرارات محددة.

أشار «والت» و«مارشينمر» في تعريف اللوبي الإسرائيلي، بأنّه: تحالف أفراد وجماعات؛ للتأثير في السياسة الأمريكية لمصلحة إسرائيل. وتحدّثت دانية الخطيب في كتابها، اللوبي الخليجي-العربي في أمريكا: بين الطموح والواقع، أنّ العرب ينظرون إلى اللوبي على أنّه مؤامرة، إلى حدّ أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر سأل في الخمسينيات الميلادية عمّا إذا كان اللوبي شرعيا، على حين أنّ اللوبي هو حقّ دستوري في الولايات المتّحدة الأمريكية، وهو يعني حقّ المواطنين في التظلّم للحكومة من دون خشية أي عواقب، وأضافت أنّ النظام العام، منذ إنشاء أمريكا، اعتمد على المجتمعات المختلفة، فالنظام الأمريكي يكفل للمواطنين إيصال أفكارهم إلى الحكومة، والمشاركة في صنع القرار، وأشارت إلى أنّ ما يهمّ صانع القرار، هو المال والإعلام والأصوات، فالمال مهمّ في الحملات الانتخابية، لأنّها مكلفة جدّا، ففي عام 2012م كانت تكلفة الحملات 2,6 جَلْف دولار، وأوضحت الباحثة أن النظام الأمريكي الذي يعتمد على مبدأ الفصل بين السلطات يشجّع اللوبي، ووجود عدّة مداخل للأمر الواحد، فالأمن له مجلس وطني، وهناك وكالات معنية به؛ مثل: المخابرات المركزية CIA، وغيرها، إضافة إلى الكونغرس الذي يعدّ هدفا رئيسا في التأثير، وغيره من الوكالات الأمريكية، فالوضع شائك للغاية، والتأثير متبادل، ويصعب علينا نحن العرب فهم مستويات التأثير في أمريكا، لأنّ صناعة القرار لدينا مركزية.

تعليق

«اللوبي» من الكلمات المرتبطة بالواقع الذي أفرزها، فقد نتجت من التجارب التاريخية التي مرّ بها المجتمع الأمريكي، فهو مفهوم سياسي تحدّد معناه من خلال جدلية تطوّر بِنيتين، البنية الاجتماعية والبِنية السياسية للشعب الأمريكي، كما أنّه لا يمكن أن يُطبّق إلاّ في هذا المجتمع، لذلك لا يمكن إيجاد مترادف لهذه الكلمة في اللغة العربية، بل تؤخذ كما هي، مَثَلُها مَثَل الديمقراطية أيضا. قد يُقال إنّه نوع من الجماعات الضاغطة أو جماعات المصلحة، إلاّ أنّ الجماعات الضاغطة هي نفسها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمجتمعات الديمقراطية الغربية.

مصطلح قريب

لغة كلزية

lobby
مراجع

  • الفيصل، العددان 473-474، جمادى الآخرة- رجب، 1437، مارس- إبريل، 2016م.
  • أمريكا المختطفة، اللوبي الإسرائيلي وسياسة الولايات المتّحدة الخارجية. جون جي-ميرشايمر، وستفن إم-والت، نقله إلى العربية: فاضل جتكر. مكتبة العبيكان، 1427، 2006م.