غطاء مصمّم من مواد صلبة لحماية الرأس، تكون لها قَلَسَة مقبّبة وتحتوي في العادة على زوائد لحماية الجبهة والعنق والأذنين، وعلى ذِقان يُشدّ بها. يُقال: خوذة فولاذية، خُوذة الدرّاج، خوذة المنجمي، خوذة الإطفائي. تُعتبر الخوذة آلة من آلات الحرب يلبسها المقاتل لوقاية رأسه من ضربات السلاح، وأوّل من اتّخذ الخوذات هم الجنود الأحباش من جماجم الخيول، كاملة بشعر العنق والأذنين، أمّا غيرهم فقد صنعها في بداية الأمر من الجلود، مدعّمة باللَّبَك أو الذهب، وهي عبارة عن قَلَسة بسيطة، تنتهي في أعلاها بزرّ أو بعقدة أو بما يُشبه ذلك، وكان لبعضها نافة، ولكن لم يكن لها قطّ ذِقان، والتي كانت تحتوي على هذين العنصرين كانت في المقابل كاشفةً للوجه، وعلى العموم فإنّ زوائد الخوذة قد جعلت منها حُقّا بثقبين للعينين وشقّ للأنف. كانت الخُوذة عند العرب بسيطة في أوّل أمرها فلمّا اتّصلوا بالروم أحدثوا عليها بعض التعديل، فأصبح لها إفريز يُحيط بها من الأسفل، ولها صِداغان وهما جزءان منها ينزلان على الصدغين، وأُكْرة صغيرة في قمّتها.
قبل الحرب الأممية الأولى (1919-1918م) كانت الخوذة عامّةً في الجيش الألماني، ثمّ أصبحت خلال سنوات الحرب هذه عامّة في الجيوش كلّها وقد عُرفت باسم «خوذة الخنادق» وهي من صفيح الفولاذ. تُستعمل الخوذة اليوم لتقليل الضّرر على الجمجمة في حال الصدمات، وأصبح ارتداؤها ضروريا خلال مزاولة الكثير من المهن، لاسيّما في الورشات العامّة، وفي المناجم وعند الإطفائيين، كما تُستعمل أيضا لوقاية الرأس في الألعاب الرياضية (سباق السيارات، سباق الدرّاجات، الألعاب الثلجية) وعند مرتادي الكهوف ومتوقّلي الجبال، وجعلها قانون سير الطرقات إجبارية على من يسوق مركبات العجلتين. إنّ الوظيفة الأساسية للخوذة هي توزيع قوّة الصدمة على جميع سطحها والتقليل من طاقتها اللحظية، أمّا وظائفها الثانوية فتتمثّل في حماية مرتديها من الضجيج، والحرارة، والبرودة، والغبار، والصعق الكهربي. تتكوّن الخُوَذ في الكثير الغالب من قَلَسَة فلزّية خارجية تُؤلّف فيها عنصر الصدّ، وجُهَيْزى مَليدة لامتصاص أثر الصدم، ثمّ جُمّة تلامس الرأس وتحوطه.