معجم المصطلحات الكبير
حَرْماوِية تَحْرِية
الحتاكة

ألقى اكتشاف الينابيع الحرماوية التحرية خلال سبعينيات القرن الماضي الميلادي، ضوءا جديدا على كيمياء ماء البحر، وحِياوة biologie البيئات القاسية، وتطوّر الصعيد lithosphère. من الناحية التخطيطية، تتوافق الحرماوية التحرية مع رِياد circulation الماء المتولّد عن تباين الحُرورة عبر الصفيحة المحيطية: يدخل الماء البارد في القشرة المتشقّقة جدّا، ليخرج بعد ذلك حارّا إلى حدّ ما، وغنيّا بالعناصر الكيميائية. تتميّز الينابيع الحرماوية بحرارة السوائل المتسرّبة منها، وتقع ما يسمّى بالينابيع الساخنة (350مْ) بالقرب من المناطق النشطة للمناجد dorsales المحيطية، بينما تتوزّع المصادر الباردة (30مْ) فوق السهول السحيقة حتّى الأخاديد المحيطية في مناطق الانطهاس subduction. هناك ثلاثة أنواع من الانبعاثات الحرماوية اعتمادا على كيمياء الأبخرة المتسرّبة وألوانها:

 

المميزات الأدخة السوداء الأدخة البيضاء انبعاثات منتشرة
الحرورة 400-300مْ 300-200مْ 3 إلى 50مْ
الشكلياء يبلغ ارتفاع المداخن عدّة قاسات مسالك صغيرة، قباب لا شيء
[ها2كر] مرتفع جدّا مرتفع ضعيف
[ك2] معدوم معتدل مرتفع
التثفّلات أكبار، شَبَهان كنثب، رُساخ، كورز نادر

 

يختلف تكوين القشرة المحيطية اختلافا كبيرا عن تكوين مياه البحر، فإن السوائل التي تمر عبر القشرة سوف «تتخلص» من بعض العناصر الكيميائية (الكوبرات، واللغاس) وتصبح غنية بالمركبات القابلة للذوبان (الزُّفان، والبُثان، والشراق، والرُّزان) وبالفلزّات (الحديد، والنحاس، والرُّجاس، والقُصاف) وبالأمهجة المذابة (س.ها4، كر، هف). بالنسبة للأدخنة، تكون التركيزات الكيميائية مرتفعة جدّا في بعض الأحيان: فمحتويات القُصاف، على سبيل المثال، أعلى ببَلْف مرة من تلك الموجودة في مياه البحر. لذلك تم تحسين التوازن الحيكيائي للنظام المحيطي بشكل كبير من خلال اكتشاف هذه الأنظمة. حتى ذلك الحين، تتوافق «المدخلات» المعدنية (العناصر والجسيمات) مع جَلَب apports الأنهار والجداول، و «المخرجات» مع الترسّب. تعتبر الحَرْماوية الآن العنصر الثالث لتنظيم التكوين الكيميائي للمحيطات مع الكثح والترسّب.

تُعدّ الينابيع الحرماوية مكانا لعيش الحيونات المترفة التي تكيّفت مع ظروف المعيشة القاسية: الضغط الناتج عن الأعماق الكبيرة، وغياب الضوء، والتدرجات الكيميائية والحرارية القوية. تعتمد الحياة على إنتاج أوّلي كيميائي تخليقي، وعلى نظام تكافلي بين «البكتيريا» واللافقاريات. هذه الأخيرة تزود «البكتيريا» التكافلية بالمواد المغذّية (المستمدة من السوائل الحرماوية) والتي بدورها توفّر السُّخام العضوي اللازم لتطورها. تعتمد الحياة في الينابيع الحرماوية اعتمادا صارما على عمل «البكتيريا»، وبالتالي تتركز في المداخن أو في شقوق المِهاد. إن التدرجات الكيميائية والحرارية مهمة جدّا في هذا المَحاط، فمسافة بضعة أمتار من المصدر كافية لرؤية اختفاء كل أشكال الحياة تماما. تجمع واحات الحياة هذه أشكالا حية مختلفة متوطّنة وأحيانا كبيرة جدّا، وأشهرها الديدان الأنبوبية المعروفة باسم Riftia، وذوات الصدفتين العملاقة من جنس Calyptogena،   وكذلك Bathymodiola، أو الديدان البيضاء ذات المجسّات الحمراء المسماة Alvinella.

من خلال الرياد عبر مِهاد المحيط (الساخن إلى حدّ ما، حسب مسافة البعد من المناجد)، تعمل مياه البحر كسائل تبريد. يتم التحقق من هذه الظاهرة من خلال مقارنة بيانات التدفق الحراري المقاسة في القشرة وتلك المحسوبة بواسطة نموذج تبريد التوصيل فقط. على المستوى المِنْجد، يتباعد الحَناتان courbes؛ تُظهر القيم المقاسة تدفقا حراريا فعليا أقل من المحسوب بسبب التبريد الحرماوي.

364.jpg

تطوّر التدفق الحراري للصعيد المحيطي والحرماوية

تلخيصا لما سبق، يمكن القول إنّ للينابيع الحرماوية أهمّية كبيرة، لكلّ من الحِياوة وكيمياء مياه البحر، وقد مكّن اكتشافها بشكل خاص من ظهور بعض النظريات الجديدة حول أصل الحياة، حيث تُعتبر هذه البيئات القاسية بمثابة نظائر لتلك التي سادت على الأرض البدائية. تشير التقديرات إلى أن 0.3 إلى 9×710 رام/ سنة من مياه البحر تتسرب من الينابيع الحرماوية، أي إعادة تدوير كاملة لمياه المحيطات في 5 إلى 6 بُلوف سنة.

تعليق

التحرية نسبة إلى التَّحْر، اسم منحوت من تحت وبحر بمعنى تحت البحر، هي أيضا الحرماوية التحماوية من تحت وماء، تقابل في الكلزية مصطلح: underwater. القاد في نظام القياس العربي، هو القدرة التي تنتج طاقة مقادرها 1 طاق لكل ثان، يُعرْف باسم الواط. التوصيل بالفرنسية هو conduction. الشِّكْلِياء هي morphologie. الحناة هي المعروفة بالمنحني أو المنحنى courbe، مادّتها اللغوي حنو وحني، يُقال: حنا الشيء حنوا وحنيا عطفه، جمعها حَنَوات وحنيات وحَنا.

مترادف

حَرْماوية تَحْماوية

لغة كلزية

underwater hydrothermalism
submarine hydrothermalism
لغة فرنسية

hydrothermalisme sous-marin
مراجع

  • Géologie, maxi-fiches, Laurent Emmanuel, Marc de Rafélis, Ariane Pasco. dunod, 3e édition, 2014. Paris, France.