معجم المصطلحات الكبير
مُهاسَسة
الفنّ

المُهاسسة، خطاب طويل في مسرحية أو في مشهد على خشبة المسرح، يوجّهه الممثّل إلى ذاته، أو إلى شخصية أخرى أو إلى الجمهور مباشرة، ويكون بمفرده أو يعتقد أنّه بمفرده. تتميّز المهاسسة عن الحوار أو الخطبة tirade بغياب المحاور وتبادل الكلام، وبطول الخطاب الذي يمكن أن يُفصل عن البيئة الصدامية أو الحوارية، وبدوام البيئة نفسها من البداية إلى النهاية، وبتغيّر وجهة لغة الحوار وقواعدها، وهي محدّدة على نحو تؤمّن وحدة موضوع عرض البيان الملفوظ. بحسب بنفينيست Benveniste فإنّ المُهاسسة هي حوار داخلي مُصاغ بلغة داخلية، بين الأنا المتحدّث والأنا السامع. أحيانا يتكلّم الأنا المتحدّث في حين يكون الأنا السامع حاضرا، وحضوره ضروري وكافٍ لتقديم عرض بيان دلالي للأنا المتحدّث. قد يدخل الأنا السامع في الحوار جرّاء اعتراض، أو سؤال، أو شكّ، أو ردّ على إهانة.

توجد المُهاسسة في المأساة والملهاة، وتُستعمل لتوعية المتفرّج بالمواقف أو المشاعر التي يحتاج إلى معرفتها لفهم المسرحية، فالمهاسسة تجعل من الممكن توصيل معلومات ستكون لها عواقب على الفعل الاستعباري، لإعلان عن مكاشفة (الشعور بالحبّ، الاعتراف بالخيانة، الإعلان عن حقيقة تحدث خارج المسرح - على سبيل المثال، وفاة شخصية)، أو لضمان الانتقال بين مشهدين. لذلك يُعتقد أنّ المهاسسة ضدّ الشكل الاستعباري antidramatique، فوظائفها مقلّصة جدّا ومرتبطة بما هو ضروري، ويُنسب إليها في العادة السكونية والملل، فمن غير المقبول من رجل منفرد أن يكلّم نفسه بصوت مرتفع، فكلّ عرض تؤدّيه شخصية منفردة، تكشف أحاسيسها لنفسها تبدو سخيفة ومخجلة، ودائما غير واقعية، لذلك لا يقبل المسرح الواقعي أو الطبيعي المهاسسة إلاّ عندما تحركها مواقف استثنائية (حلم، سكر، استرخاء، إطالة غنائية).

تنشأ حالة الاعتراف هذه عادة عندما تمر الشخصية بلحظة اضطراب أو عدم يقين. لأن المُهاسسة قبل كل شيء لها وظيفة نفسية -إنها إلى جانب هذه الوظيفة التي تتضمّنها الرواية: تعمل المهاسسات الداخلية أيضا على تعريف القارئ بفكر الشخصية. فعندما تكون الشخصية وحيدة، فإنّه يمكن لها أن تطلق العنان لأفكارها، وتحلّل مشاعرها أو مواقفها التي تقع فيها. لذلك، هناك أشكال مختلفة من المُهاسسة: مُهاسسة العرض monologue d'exposition أو المهاسسة الصِّنْعِية monologue technique تتضمّن عرضا تقدّمه شخصية منفردة عن أحداث ماضية أو لا يمكن تقديمها مباشرة؛ المهاسسة الغنائية أو الوجدانية monologue lyrique، تمثّل لحظة من التفكير والانفعال لشخصية تستسلم لبوح الأسرار. المهاسسة الإعلامية monologue informatif؛ المهاسسة السردية monologue narratif، الخ.

تعليق

المُهاسسة من الهَسّ، يُقال هسّ الرجل حدّث نفسه، لذلك تُسمّى في الكلزية أيضا soliloquy بمعنى حديث النفس أو مناجاة النفس، والمُهاسِس monologist من يحاور نفسه في مشهد مسرحي. كانت المُهاسسة شائعة جدّا في الاستعبار الإليزبثي، وكان يستعملها شكسبير كثيرا، لكن النقد الحديث يعارضها معارضة شديدة، ويكره استعمالها في الاستعبار الحديث، ويرى من الواجب تجنّبها، لهذا اختفت في الاستعبار المعاصر، إلاّ أنّ النقد المعاصر يبيح للشخص أن يتحدّث إلى صديق أمين أو صاحب مخلص، ولكنّه يشترط أن يكون لهذا الصديق أو الصاحب دوره المهم والضروري في القصّة الممثَّلة.

مصطلح قريب

لغة كلزية

monologue
soliloquy
لغة فرنسية

monologue
solliloque
مراجع

  • معجم المسرح. تأليف: باتريس بافي، ترجمة: ميشال ف. خطّار، مراجعة: نبيل أبو مراد. المنظّمة العربية للترجمة، الطبعة الأولى، 2015م. بيروت، لبنان.
  • Encyclopédie Hachette Multimédia, édition 1999

كانت المُهاسسة شائعة جدّا في الاستعبار الإليزبثي، وكان يستعملها شكسبير كثيرا، لكن النقد الحديث يعارضها بشدّة. صورة «كينيث برانا» في دور «هاملت»، قليد أنتجته شركة Columbia Pictures عام 1996م.