خطّاط تركي، وُلد في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة 1278 في حي فندقلي باستنبول، تخرّج من مدرسة الرشدية فاشتغل في إدارة الحسابات بوزارة الداخلية، في أثناء ذلك أخذ في تعلّم خطّي الثلث والنسخ علي يدي محمّد سامي أفندي، وحصل منه على إجازة بعد أربع سنوات، ولمّا نُقل إلى «قلم المهمة» في الديوان الهمايوني تعلّم بها الطغراء وطلب منه أستاذه أن يتسمّى بأحمد هاشم بدل كامل ففعل ذلك مدّة (من سنة 1304 إلى سنة 1307) ثمّ عاد إلى اسم كامل، لذلك توجد بعض أعماله تحمل توقيع «هاشم» بدل «كامل» ثمّ تعلّم الخطّ الديواني والديواني الجلي على يدي سامي أفندي أيضا، فانتقل بعدها إلى وظيفة «نامه نويس» أي كاتب الرسائل السلطانية، ثمّ خلف أستاذه في وظيفة «مميّز قلم النشان الهمايوني» ومعلّم الخطوط المتنوّعة مع بقائه في وظيفته الأولى وهي كاتب الرسائل السلطانية، وفي عام 1332 اُفتتحت «مدرسة الخطّاطين» فعمل بها أستاذا لخطي الثلث والنسخ، كما عمل أيضا معلّما لخطّ الرقعة في مدرسة «غلطه سراي سلطاني» كان ذلك عام 1336، وفي عام 1341 أُحيل إلى التقاعد لمّا ألغت الدولة الكمالية استخدام الحروف العربية وأحلّت محلّها الحروف اللاتينية في كتابة اللغة التركية. ثمّ أصبح معلّما للخطّ في دَيْوَنة (أكاديمية) الفنون الجميلة حتّى وفاته رحمه الله في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة عام 1360 بمنزله في حي الفاتح باستنبول، ودُفن في مقابر أيوب.

كان الحاج أحمد كامل آقديك آخر من حمل لقب رئيس الخطّاطين، خدم هذا الفن بإخلاص كبير، وقد أعدّ الكثير من الكرّاسات والأمشاق والمرقّعات، وكتب مصحفا واحدا وبعض لاحات الجلي، وعلى الرغم من براعته في الثلث الجلي إلا أنّه لم يبلغ مبلغ أستاذه سامي أفندي، ويرى هاشم محمد البغدادي أنّ خير من كتب النسخ في المتأخرين الحاج أحمد كامل، ورُوي عنه أنّه كتب النسخ مدّة ثلاثين سنة حتى استطاع أن يدرك دقائق هذا الخطّ وأسراره، وقد زار مصر مرّتين سنة 1352 وسنة 1359 قام خلالهما بأعمال كثيرة منها كتاباته على مسجد البرنس محمد علي باشا.