هي الدعاية في أعنف صورها، وتقوم على إرغام الشخص بالاعتراف مع الإخلاص الذاتي على ارتكابه الجرائم الخطيرة ضدّ الشعب والدولة، وإعادة تشكيل معتقداته السياسية حتّى ينكر معتقداته السابقة ويصبح داعية جديدا لفكر جديد. وقد ارتبطت بالأساليب القهرية والدعاية المركّزة التي مارستها الشيوعية في تاريخها الحافل بالدموية، لإجبار الناس على تغيير أفكارهم ومعتقداتهم وتبنّي الأفكار الشيوعية، كما حدث في الاتحاد السوفياتي سابقا والصين وما تمارسه الصين اليوم على المجموعات العرقية المسلمة من غير العرق الصيني حيث تجاوز عدد المسلمين في معتقلات الإكانة بَلْف مسلم، وقد تركّزت الأساليب التي استعملتها النظم الشيوعية في عمليات الإكانة، في السيطرة على الأشخاص المقصودين بوضعهم في السجن غالبا، وجعلهم يشعرون بالوحدة والضياع والشكّ في ذواتهم وعزلهم عن العالم الخارجي وإنهاكهم جسديا وتعذيبهم وتحقيرهم، كما تستعمل العقاقير المهلوسة وبعض خصائص التفكير البشري النفسية مثل التبرير والإيحاء والإبدال والرموز والتجسيد، فإذا كانت الدعاية تستعمل الأساليب اللفظية المضلِّلة والتركيز على الإعلام، فإن الإكانة تلجأ إلى الأساليب المادّية القهرية، كالسجن والتعذيب والترهيب.

الإكانة في اللغة هي الخضوع والذلّ، وتُعرف فيما هو شائع بغسيل الدماغ أو غسيل المخ، والصواب أن يُقال غسْل الدماغ أو غسْل المخّ، لأنّ الغسيل هو الشيء المغسول.