تحوّل منطقة قاحلة أو شَبْقَحِية (شبه قاحلة) إلى صحراء تحت تأثير العوامل المناخية أو البشرية. بعبارة أخرى هو تردؤ dégradation الأراضي في المناطق القاحلة والشبقحية والمناطق الجافة الشَّبَنْدِية نتيجة لعوامل مختلفة، من بينها التغيّرات المناخية والأنشطة البشرية. يعتبر التصحّر أكثر درجات القُحول حدّة. حيث يؤدّي إلى انخفاض في الإنتاجية الحِياوية، وبالتالي إلى انخفاض في الكَتَحَة (الكتلة الحِياوية) biomasse النباتية، وانخفاض القدرة المفيدة للأرض على تربية الحيوانات وإنتاج الغلّات الزراعية. وهو ناجم بشكل رئيس عن تدمير الغطاء النباتي، وتآكل سطح التربة وأفق الدبال، تحت تأثير إزالة الغابات والرعي الجائر بفعل الإنسان.

تعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (UNCCD)، تردؤ الأراضي على أنه: انخفاض أو فقدان الإنتاجية الحِياوية أو الاقتصادية، والتعقد الحِياوي أو الاقتصادي لأراضي المحاصيل البَعْلية في المناطق القاحلة والشبقحية، والمناطق الشبندية (شبه الرطبة) الجافّة، وأراضي المحاصيل المروية، أو مراتع الماشية، أو أراضي الأحراج والغابات بفعل عملية أو مجموعة من العمليات ونظم استعمال الأراضي، بما فيها العمليات والنظم الناجمة عن الأنشطة البشرية وأنماط السكنى من قبيل: (1) كَثْح التربة بسبب الرياح وأو المياه؛ (2) تردؤ الخصائص الريزيائية والكيميائية والحياوية أو الاقتصادية للتربة؛ (3) فقدان الغطاء النباتي الطبيعي لمدّة طويلة.

شَبْقَحِية semi-aride، نحت لعبارة شبه قاحل، يُقال: مناخ قاحل climat aride، ومناخ شَبْقَحي climat semi-aride. شَبَنْدية semi-humide، نحت لعبارة شبه ندي، أي شبه رطب، يُقال: مناخ رطب climat humide، ومناخ شَبَنْدي climat semi-humide، أي شبه رطب. الكَتَحَة، نحت لعبارة كتلة حِياوية، يختلف تعريف الكتحة من مجال إلى آخر، فهي في الحياوة، كتلة الكائنات الحية أو العِضاء لكل وحدة مساحة من إقليم. في المياه، الكتلة الكلية للعضاء في كتلة مائية معيّنة. في علم البيئة، جميع المواد العضوية التي تنتج من نمو النبات والحيوان، أو النشاط البشري والحيواني، والتي يمكن استعمالها لإنتاج الطاقة أو لأغراض أخرى، مثل إنتاج المواد العازلة، والأسمدة، ومواد البناء، وما إلى ذلك.

في الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي، شهدت سهول الحبوب في وسط الولايات المتّحدة وجنوبها ظاهرة مناخية تُعرف في الكلزية باسم «جَفْنة الغُبار» dust bowl، وفي العربية باسم التعجّج أو ظاهرة العَجَاج. بعد الإساءة في استعمال الأرض من خلال الزراعة المكثّفة، والعدد المضاعف في تربية المواشي، وإلغاء نظام الإراحة، تعرّت الأرض في بعض الأماكن، وتراجعت نسبة التبخّر، وبالتالي معدّل الأمطار. هبّت رياح عاتية اقتلعت التربة الجافّة، وعرّت الصخور وظهرت الإيدامة وهي صخر الأديم، فلم يعد بإمكان الإنسان الزراعة من جديد. يذكر «دون شتاينبيك» في روايته التي تحمل عُلوان «عناقيد الغضب» The Grapes of Wrath، في عام 1939م تفاصيل النزوح الذي نتج عن هذه الظاهرة المناخية.