معجم المصطلحات الكبير
خطّ ديواني
الخِطاطة

خطّ تركي عثماني، يتميّز عن غيره من الخطوط بمرونة كبيرة، واستدارات دقيقة تُشكِّل جزءا من دوائر مختلفة الأقطار، تبتعد حروفه أحيانا عن الساي لتأخذ مكانا أوسع، يُكتب الخطّ الديواني بصدر القلم على هيئة دائرية ويحتاج إلى الرسم في كتابة نهايات حروفه المُشظّات وهو مطموس العيون. أمّا نقاطه فيمكن كتابتها متصلة بالحروف أو منفصلة عنها، ولا تكون متمايزة عن بعضها، وفي الخطّ الديواني شبه كبير من خطّ الرقعة، وهو نوعان ديواني رقعة وديواني جلي، فالأوّل يُعرف بالديواني فحسب فإذا أُطلق لفظ الديواني فالمراد به الديواني الرقعة وبعضهم يسمّيه ديواني خفيّ مقارنة بنظيره الجليّ، وهو خال من الشكل والتسبير، ولا بدّ من استقامة سطوره من أسفل فقط، والثاني تتداخل حروفه وتستقيم سطوره من أسفل ومن أعلى، ولا بدّ من شكله بالحركات وتسبيره بالنقط حتّى يكون كالقطعة الواحدة.

عُرف هذا الخطّ بصفة رسمية بعد فتح السلطان محمّد الفاتح العثماني القسطنطينية سنة 857، ويُقال إنّ أوّل من وضع قواعده هو الخطّاط إبراهيم منيف، الذي عاش في عهد السلطان محمّد الثاني، وكان أول أمره سرّا من أسرار القصور في الدولة، فقد كانت صورته معقدة تزدحم فيها الكلمات والحروف والأسطر ازدحاما لا يترك موضعا لزيادة كلمة أو حرف، وقد كان هذا التعقيد مقصودا لذاته حتّى لا تتبدّل النصوص في تلك الأوراق الرسمية، وأمثلته المنوّعة التي تعود إلى العصور الماضية كثيرة، فقد شاع استعماله الأوّل في عصور السلاجقة، حتّى جاء عهد السلطان محمّد الفاتح العثماني، وكانت حروفه خليطا من خطي الثلث والنسخ وحتّى الريحاني، واستمرّ استعماله على ذلك الأسلوب حتّى القرن العاشر، ثمّ آل إلى الديواني المُطلق الذي اختصّ بكتابة مُنتسبي الديوان الملكي لكتابة الإنعامات والبراءات السلطانية، ثمّ تنوّع هذا الخطّ فيما بعد وتفرّع عنه نوع سُمّي بالديواني الجلي. يتميّز الخطّ الديواني بالمرونة التّامة، ودرجة الميل الكبيرة، وهي أكبر من درجة ميل أي نوع من أنواع الخطوط الأخرى. وهو يخلو من الشكل والتسبير عكس جليّه الذي يكثر فيه ذلك ويُزخرف بنقط تملأ كلّ سطح الكتابة. وممّن جوّده من الخطّاطين الأتراك الصدر الأعظم شهلا باشا في زمن السلطان أحمد الثالث، والحافظ عثمان، والخطّاط الشهير محمّد عزّت الذي وضع ميزانا للحروف بعدد النقط، ثمّ انتهى تجويده إلى الخطّاط سامي أفندي، وناصح والحاج كامل، ورجائي وحقّي وفريد وثريا، هؤلاء هم أواخر من كتبه بحدود أزمانهم، ولم يبق لاستعماله أثر بعد الانقلاب الأتاتوركي في تركيا الحديثة.

79.jpg

نموذج من الخط الديواني، نشره موقع : freeislamiccalligraphy

تعليق

سُمّي الخطّ الديواني نسبة إلى الديوان في الحكومة العثمانية.

مترادف

خطّ ديواني رُقْعة

خطّ غِزْلاني

[منسوب إلى مُصطفى غزلان بك المصريّ، مصطلح مرغوب عنه].

خطّ ريْحاني

[مصطلح مرغوب عنه مخافة اللبس بخط آخر قديم يُعرف بالخطّ الريحاني].

خطّ ديواني خفِيّ

مصطلح قريب

مراجع

  • معجم الكتابة. خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
  • مصوّر الخط العربي، ناجي زين الدين المصرّف. الطبعة الثالثة، 1400. مطبوعات المجمع العلمي العراقي ببغداد. دار القلم، بيروت. لبنان.

مثال عن الخطّ الديواني المكتوب في المحضرة التركية على قواعده التامّة، كتبه محمّد عزّت سنة 1294.

أبتثية الخط الديواني مع بعض تركيبات الحروف على القواعد التامّة، من عمل الخطّاط التركي محمد عزّت، كتبها سنة 1294.