معجم المصطلحات الكبير
السِّفارة المسيحية العالَمية في القدس
العلوم السياسية

أحد الأذرع الصهيونية التي تدعّم اغتصاب فلسطين، وإنكار حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، ونزع الشرعية عن منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبار حركات المقاومة في فلسطين حركات إرهابية، بموجب ذهنياء لاهوتية صهيونية مسيحية. على الرغم من أنّها منظّمة مسيحية صغيرة وأتباعها قليلون، إلاّ أنّها تتفوّق على المنظّمات المسيحية الصهيونية الأخرى بالجهود التنظيمية والتبرعّات التي تمنحها للصهاينة في فلسطين المحتلّة، وهي تعمل خارج نطاق الكنائس في فلسطين والمشرق العربي، وتتركّز جهودها على خدمة إسرائيل ككنيسة موازية للكنائس المسيحية المحلّية، من أجل ذلك تستخدمها إسرائيل لمصالحها، ويُشيد البَلَغ الإسرائيلي والصهيوني في العالم بأنشتطها.

نشأت هذه المنظّمة في 30 سبتمبر سنة 1980م، عندما قامت ثلاث عشرة دولة أجنبية بنقل سفارتها من القدس المحتلّة  إلى تل أبيب، إثر صدور قرار من الكنيست ينصّ على أنّ القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، ولمّا كانت القدس مدينة محتلّة حسب القرارات الدولية، فقد رفضت هذه الدول منح الشرعية لهذا القرار الإسرائيلي، فقام حينذاك أكثر من ألف رجل دين من المسيحيين الصهيونيين الذين ينتمون إلى 23 دولة، وعقدوا مؤتمرهم التأسيسي في القدس، برئاسة مدير المعهد الأميركي لدراسات الأرض المقدسة «دوغلاس يونغ»، ونتج عنه انتخاب «فان دير هوفين» رئيسا لها، وهو هولندي وأحد المتشدّدين في التيار المسيحي المتصهين. أعطت إسرائيل أوّل مقرّ للسفارة المسيحية العالمية في القدس المحتلّة، وهو بناية سفارة تشيلي قبل أن تنتقل إلى تل أبيب في شارع برِنر، كانت تلك البناية ملكا لأسرة «إدوارد سعيد»، التي أجليت عنها بالقوّة في حرب 1948م، حيث أُجبرت على النزوح إلى القاهرة وأقامت هناك بضعة أشهر، ولمّا عادت بعدها إلى القدس وجدت بيتها قد أخذه الفيلسوف اليهودي الألماني الشهير «مارتن بوبر»، الذي رفض مغادرته وإرجاعه لأهله، يُعلّق «دونالد واغنر» على هذه الحادثة بقوله: «يبدو أنّه حتّى عند رجل السلام هذا يوجد بقع عمياء يُعاني منها عندما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين».

أقيم بمناسبة افتتاح مقرّها احتفال ضخم خطب فيه «تيدي كوليك» رئيس بلدية القدس آنذاك، ممتدحا السفارة لوقوفها بجانب إسرائيل. وعندما تسلّم حزب الليكود بزعامة «مناحيم بيغن» السلطة في إسرائيل وجد في هذه المنظّمة والمنظّمات الأخرى المسيحية الصهيونية سندا قويا لكسب التأييد المسيحي الإنجيلي في الغرب لسياسات إسرائيل، وكذلك الدعم المالي والاقتصادي والسياسي. لم يمض قليل وقت حتّى أصبح للسفارة المسيحية العالمية في القدس سفارات أو مكاتب وممثّليات في أكثر من أربعين دولة، في أمريكا الشمالية والجنوبية، وفي أوروبا وأستراليا، وأفريقيا والشرق الأوسط، وأصبحت لها اليوم أنشطة متعدّدة في مختلف القارّات، من بينها إفريقيا، في النيجر، والسنغال، وغينيا، ومالي، وسيراليون، وبركينافاسوا، ودولة أخرى عربية حسب ما ذكرته في موقعها الإشباكي في 26 نوفمبر 2014م، مؤكدة أن الأبواب مفتوحة لها بنحو عشرين دولة أفريقية. أهمّ مراكزها في هولندا وجنوب إفريقيا، وأستراليا، ونيوزيلندا، أما في الولايات المتحدة فقد أقامت 22 مركزا في 22 ولاية. ويقع مقرها الرئيس في مدينة مونتريت في ولاية كارولينا، بالولايات المتّحدة الأمريكية. يرأس الفرعين الإسرائيلي والألماني للسفارة المسيحية العالمية «يورغن بوهلر» Jürgen Bühler، وهو نجل «ألبرت بوهلر» جندي نازي من «الفيرماخت» قضى سنوات في معسكر اعتقال روسي بعد الحرب الأممية الثانية. وقد كان فاتحة أعمالها إعلانها أنّ القدس كلّها وكذلك الضفّة الغربية وقطاع غزّة أجزاء لا تتجزّأ من إسرائل، كما أنشأت مركزا ماليا دوليا أسمته «صندوق التنمية الدولية» مؤكّدة أنّه الأداة الرئيسة لتجميع عناصر الجسد المسيحي كافّة عبر العالم لخدمة إسرائيل.

إنّ عقيدة هذه الكنيسة هي الصهيونية المسيحية christian zionist التي ترى:

  • (1) أنّ عودة اليهود إلى إسرائيل تحقيق للنبوءة التوراتية، ووجود إسرائيل اليوم هو تجلّ لذلك.
  • (2) لقد أعطى الله الأرض المقدّسة للشعب اليهودي بصورة دائمة، إنّ إسرائيل هي الوطن الآمن للشعب اليهودي التي وعد الله إبراهيم وورثته من نسله بعده بها بصورة دائمة.
  • (3) حتمية وقوع معركة «هرمجدون» التي ذكرت في التوارة في سفر الرؤيا.
  • (4) المسيحيون مسؤولون عن رفاهية إسرائيل ودعمها، وإنّ لديهم بالإيمان بوصفتهم أبناء إبراهيم مهمّةً في الخطّة الإلهية الخاصّة بإسرائيل وشعبها.

من بين الأهداف المعلنة لهذه السفارة:

  • (1) الاهتمام برفاهية الشعب اليهودي وأمنه، لا سيّما دولة إسرائيل المولودة ثانية.
  • (2) تشجيع المسيحيين للصلاة من أجل القدس ونيل رضى إسرائيل.
  • (3) جعل السفارة منطلقا يتعلّم منه المسيحيون في العالم أجمع، وليعلموا ما يجري في أرض إسرائيل فينتسبون بصدق إليها.
  • (4) تحريك القادة والكنائس والمنظّمات المسيحية في العالم ليكونوا مؤثّرين في بلدانهم، ويعملوا بالنيابة عن إسرائيل ولصالحها.
  • (5) القيام بمشروعات في إسرائيل أو المساعدة على إقامتها فيها، بما في ذلك المشروعات الاقتصادية، ويستفيد كلّ من يعيش في إسرائيل منها.
  • (6) العمل على المصالحة بين العرب واليهود، وإنهاء الخلاف بينهما (بمعنى آخر نيل اعتراف العرب بما احتلّته إسرائيل من أراضي العرب في فلسطين وتطبيع العلاقة معها).

يُعارض المسيحيون الفلسطينيون السياسة اللاهوتية للصهيونية المسيحية، وقد أصدر مجلس الكنائس في الشرق الأوسط ورؤساء الكنائس في القدس في نيسان عام 1988م بيانا ينأون فيه بأنفسهم عن هذه السفارة باعتبارها تدخّلا غربيا لا سلطة لها للكلام نيابة عن المجتمع الغربي المسيحي.

لغة كلزية

International Christian Embassy Jerusalem
ICEJ
مراجع