الهَتّارون صنف من المصوّرين المحترفين، الذين يقتحمون خصوصيات المشاهير كنجوم المجتمع والمَخالة والرياضيين والسياسيين والعائلات الغنية، فيتصيّدون أخبارهم ويفضحون أسرارهم، ويهتكونهم بالتقاط صور لهم عن طريق التلصّص، ثمّ يبيعونها إلى الجرائد لا سيّما السخيلية tabloid منها، والهتّارون مصوّرون صحافيون لا ينتمون إلى أي نقابة صحافية، ولا يعملون لجريدة معيّنة إلاّ لحسابهم الخاصّ، وذلك بالسعي المُلِحّ والمتطفّل وراء كلّ ما هو مثير، وإذا تمكّنوا من تصوير شيء له علاقة بالشائعات والفضائح والجنس والفساد الأخلاقي والعلاقات الحميمة بين المشاهير في المجتمع، فإنّهم يبيعونه للجرائد الصفراء، مقابل مبالغ مالية كبيرة، ولكلّ صورة ثمنها الخاص، قد يتجاوز سعر بعض الصور مرتّب عام كامل لكبار الصحافيين الذين يعملون في جرائد كبيرة مشهورة، فعملهم يشبه إلى حدّ بعيد عمل صائدي المكافآت في الغرب الأمريكي، كما ينطبق على عملهم المثل العربي القديم: لكل ساقطة لاقطة، وتقوم فلسفتهم على فكرة: «إنّنا مصوّرون أوّلا، ثمّ مواطنون صالحون بعد ذلك». فهؤلاء المصوّرون يحملون مِصْوَراتهم ويركبون الصعاب، من أجل الحصول على موضوع مدعّم بصورة لفضيحة أحد الأثرياء أو المشاهير، فيرقدون على الأرض أو يختبئون وراء حِضار، أو يتسلقون الشجر، أو يتسوّرون الجُدُر أو يركبون سطوح العِمادات، أو ينتظرون داخل الأنزال، أو يقفون في الشوارع تحت وابل المطر وقرّ البرد وهطول الثلج، من أجل ذلك كانت صورهم غالية الثمن.

من أشهر هؤلاء الهتّارين دانييل أنجيلي Daniel Angeli، الذي عُرف باسم ملك صور الفضائح، لأنّه التقط عدّة صور للأميرة سارة فيرجسون مع خِدْنها في دَرَز (فيلاّ) بجنوب فرنسا، حيث كانا يتطارحان الغرام بجوار مسبح، ممّا أدّى إلى طلاقها من زوجها الأمير أندرو، وقد حصل دانييل على أربعة أبلاف مارك مقابل هذه الصور التي مكّنته من إنشاء وكالة لصور الإثارة سنة 1968م، ونظرا لما يحدثونه من مشاكل وإزعاج للمشاهير فقد قامت بعض الدول بتقييد حركة هؤلاء المصوّرين، لا سيما في أوقات الاحتفالات، كما أنّ بعضها اشترط عليهم أخذ الإذن من الشخص الذي يرغبون في تصويره كما في فرنسا وألمانيا.

الهَتّار صيغة مبالغة من قولهم هَتّره أي هتّكه ومزّق عرضه، لإنّ عمل الهتّار في الإسلام يدخل ضمن هتك أعراض الناس، بينما في الحضارة الغربية هو مادّة دسمة للصحافة السَّخِيلية.